أطلق تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إعلان بروكسل لحماية النظام الصحي في غزة، مطالباً بإزالة كل العوائق أمام دخول الأدوية والمعدات والإمدادات الأساسية.
وجاء في البيان المنشور مساء أمس السبت على موقع “تشينج دوت أورغ”: نحن الأطباء والعاملين في المجال الصحي، إلى جانب ممثلي النقابات الصحية والجمعيات الطبية والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم، نصدر “إعلان بروكسل” إلى المجتمع الدولي.
وقال تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوربا إن “هذا الإعلان ينبع من واجبنا الأخلاقي والمهني في مواجهة الاعتداءات الممنهجة على القطاع الصحي في غزة، والتي تهدد حياة البشر مباشرة وتشكل انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي”.
وشدد “إعلان بروكسل” على أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفيات والمرافق الصحية والعاملين الطبيين، ومنع الأدوية والإمدادات، تمثل “انتهاكات جوهرية للأخلاقيات الطبية والقانون الإنساني”.
وأضاف أن غزة باتت مثالا صارخا على حرمان الحق في الصحة أثناء النزاع المسلح، الأمر الذي يتطلب تحركا دوليا عاجلاً لحماية المعايير الإنسانية والقانونية، مؤكدا على أن حماية الكوادر الطبية وخدمات الإسعاف والوحدات الجراحية المتنقلة والمستشفيات التعليمية واجب دولي إنساني ملزم.
كما شدد على ضرورة الوصول غير المقيّد إلى الأدوية والمعدات الأساسية -بما في ذلك أجهزة التنفس والأكسجين والإمدادات الجراحية- هو أمر لا غنى عنه لإنقاذ الأرواح.
وبين إعلان بروكسل لحماية النظام الصحي في غزة، جملة الاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية المنظومة الطبية في أوقات الصراع، مبينا أن اتفاقية جنيف الرابعة (1949 المادة 18): تكفل الحماية للمستشفيات والكوادر الطبية، والبروتوكول الإضافي الأول (1977): يحظر الاعتداءات على الوحدات الطبية ويؤكد حصانة العاملين الصحيين.
وأشار إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966): يؤكدان الحق في الصحة دون تمييز، بالإضافة إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية (1948) ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998) اللذان يعرّفان استهداف المدنيين والمرافق الطبية كجرائم حرب.
وأشار إعلان بروكسل، كذلك إلى أوامر محكمة العدل الدولية (2024–2025) التي تفرض السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
وقال إن استمرار الانتهاكات يترتب عليه مسؤولية جنائية فردية لكل من يستهدف المرافق الطبية أو يعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن تدمير المستشفيات والاعتقال التعسفي للكوادر الطبية والنقص الحاد في الأدوية يؤدي إلى كارثة صحية متفاقمة، والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة هم الأكثر تضررا.
ومضى إعلان بروكسل لحماية النظام الصحي في غزة بالقول إن “تعطيل سلاسل الإمداد الطبي يهدد تقديم الرعاية العاجلة والجراحية والطويلة الأمد، حيث يعمل العاملون الصحيون في ظروف قاسية، ويعانون من الإرهاق والصدمة والخطر المستمر على حياتهم”.
وطالب تجمع أطباء فلسطينيي أوروبا بالوقف الفوري لجميع الاعتداءات على المستشفيات والمرافق الصحية والكوادر الطبية، والإفراج عن جميع العاملين الصحيين المعتقلين، وإزالة كل العوائق أمام دخول الأدوية والمعدات والإمدادات الأساسية.
كما طالب بتوفير حماية فعالة ومستقلة للكوادر الطبية بما في ذلك خدمات الإسعاف والوحدات الجراحية المتنقلة والمستشفيات التعليمية، وتقديم مساعدات دولية عاجلة لإعادة بناء المرافق الصحية المدمرة، وفتح تحقيق دولي مستقل لضمان المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة. والحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية وخدمات الصحة النفسية وتعزيزها لجميع السكان، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفا.
ودعا إعلان بروكسل لحماية النظام الصحي في غزة، إلى متابعة ورقابة دولية مستمرة على سلاسل الإمداد الطبي لضمان تسليم الأدوية والمعدات الحيوية في الوقت المناسب، مشددا على أن الهجمات على النظام الصحي في غزة ليست قضية محلية أو إقليمية، بل هي قضية إنسانية عالمية تمس جوهر الحق في الحياة والكرامة الإنسانية.
وختم التجمع إعلانه بدعوة المؤسسات الطبية، والنقابات المهنية، والعاملين في مجال الصحة، ومنظمات المجتمع المدني، والصحفيين حول العالم إلى تأييد والتوقيع على “إعلان بروكسل”، تأكيدًا على موقفنا الإنساني الموحد ورفضا لاستهداف الرعاية الصحية في أي صراع مسلح. إن حماية المستشفيات والأطباء والمرضى واجب إنساني عالمي. وأي اعتداء عليهم هو اعتداء على الإنسانية.

